صحيح البخاري والأساطير
قبل أن ندخل في صلب الموضوع. إليكم نبذة عن البخاري. كما جاء في كتب التراث والتاريخ.
من هو البخاري؟
ولد البخاري في 13 شوال 194 ه. ومات في 1 شوال 256 ه .
تبدأ أول الخرافات والأوهام الملتصقة بسيرته، أنه عندما كان طفلاً صغيرًا فقد بصره. رأت والدته إبراهيم الخليل عليه السلام في المنام فقال لها: اللهم رجع ابنك بصره بكاءك أو دعاءك الكثيرة. فأصبح وقد رد الله عليه بصره.
طلب العلم منذ صغره، ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء لطلب الحديث. وسمع من قرابة ألف شيخ.
أول ظهور لصحيح البخاري.
وكانت على شكل مخطوطة تسمى "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأيامه". كان هذا في القرن الخامس أي بعد وفاة البخاري بأكثر من مائتي عام. هذه المخطوطة التي تعتبر الأقدم وهي الوحيدة، والتي لا تزال موجودة لصحيح البخاري.
وفيها إختلاف عن "صحيح البخاري" المتداول بيننا اليوم. وهي واحدة من 13 مخطوطة. دُوّنت طيلة 6 قرون على امتداد 36 جيلا. أي بعد وفاة البخاري بـ 600 سنة. فعلى سبيل المثال ، تختلف نسخة النصفي ، وهو طالب البخاري ، عن نسخة الفربري ، وهو طالب آخر للبخاري. أيضا. فهي تقل عنها بـ 250 حديثا ..إذا ما هي النسخة الحقيقية التي ألّفها البخاري والتي لم يكملها، وتاريخيا لا توجد أي نسخة بيد البخاري.
وان الأحاديث المنسوبة للنبي في هذا المزعوم (بالصحيح للبخارى) ليست احاديث صحيحة. وأن لا توجد نسخة أصلية واحدة من "صحيح البخاري" ولا مخطوطة بخط يده ، ولا بخط يد تلاميذه ولا تلاميذ تلاميذه يقدر عددهم بالآلاف! ! كما أنه لا توجد نسخة واحدة معتمدة، بل هناك نسخ متعددة ومختلفة، تختلف إختلافا كبيرا عن الأخرى. بالإضافة إلى ذلك ، تحتوي كل نسخة على صفحات فارغة وفصول معنونة دون كتابة عليها.
والأهم من ذلك كله ، أنه لا توجد على الإطلاق أي نسخة من هذه النسخ تم جمعها في عمل واحد ، ولكن هناك فقرات فقط تم جمعها في وقت لاحق بعد وفاة البخاري بأكثر من مائة سنة، وعلى هذا الأساس يخلص إلى أن ما يدعى بصحيح البخاري لا علاقة له بالبخاري.
وإنما تلك هي صحائف موضوعة، جمعت من هنا وهناك ، فرتبت وصنع منها ما أطلقوا عليه: الجامع المسند والصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه ، وهو المعروف إختصاراً لدى العامة بصحيح البخاري.
كيف جمع البخاري الأحاديث
وعلى ما يروى في كتب التراث عن شخصيته الأسطورية. أنه جمع حوالي ستمائة ألف حديث (600.000حديث) ثم ألف كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح. والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة، أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم .وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً( 16 عاما).
وسنقوم بعمليات حسابية من خلال المعطيات التي عندنا، لنعلم كم حديث في اليوم جمعه البخاري.
لنبدأ بعامه ، منذ 1200 عام... أولاً، استغرق البخاري في جمع الأحاديث وتصنيفها في كتابه الأصيل لمدة 16 عامًا. اي 5840 يوما إستطاع ان يجمع 600.000 حديثا. حتى نعرف كم حديثا في اليوم سنقوم بطرح عدد الاحاديث على عدد الايام
(600000 / 5840 = 102.73) بعد سحب الفاصلة نحصل على 103 حديث في اليوم واليوم به 24 ساعة بطرحنا 103/24 نحصل على 4.29 حديث في الساعة حتى نكون متساهلين لنقل 4 احاديث في الساعة. أي أن الرجل لم ينام ، ولم يأكل ، ولم يشرب ، ولم يؤد واجباته الزوجية أو العائلية ، ولم يكن له حاجات أخرى إلا جمع الأحاديث.
بالإضافة إلى كل هذا و وفقًا لسيرته الذاتية ، اعتاد البخاري أن يسافر في جميع أنحاء العالم الإسلامي لجمع الأحاديث. سواء كان على حماره أو على قدميه! هل هذا معقول أم هو افتراء على العقل البشري؟
إضافة إلى أن البخاري كان يحفظ مئة ألف حديث صحيح ومئتي ألف حديث ضعيف.
وانه جمع صحيحه من أكثر من ستمائة ألف حديث !
فأزال كل تلك الأحاديث، ولم يترك غير (7397) حديثًا مكرره
وبعد حذف المكرر بقي (2602) فقط بعد.
هذه العملية لا يستطيع القيام بها أحدث أجهزة الكمبيوتر. إضافة إلى أنه كان يتقين من الحديث ومصدره. ثم بعد ذلك يتوضأ ويصلي ركعتين قبل كتابته. لا أعلم كيف إستطاع أن يفعل كل هذا في وقت قصير. ووسائل بدائية للتنقل والتدوين.
وكل النسخ متضاربة مع بعضها البعض وضعيفة المصدر. إضافة إلى الأحاديث المليئة بالخرافة، والمتناقضة كليا مع القرآن.
وأعطى النبي صلاحيات خرافية لم يرد ذكرها إطلاقا في القرآن. أحاطوه بمعجزات خرافية لا يقبلها العقل ولا المنطق.
وما يزيد الطين بلة إهانة الإسلام. إنها شؤون الرسول الشخصية ، المليئة بالنساء وقوة خارقة للطبيعة على الجماع ، وهي قوة 4000 رجل. وأنه كان يطوف بجميع نسائه في ساعة من اليوم بغسيل واحد.. ثم بعد ذلك تزوج بعائشة وهي طفلة عمرها 6 سنوات وحبسها عنده حتى صارت فى عمر 9 سنين فدخل عليها ! فهذا كذب مبين. وأنه يقوم بإغتصاب طفلة. وهذا أيضا تقليل من صورة الرسول. فحذوا حذوه. بحيث يتزوجون الأطفال.
سوف يتزوجها إذا تحملت الجماع ، ولا حرج في الإسراع إذا كانت بدينة بما يكفي لتتمكن من ذلك
أما الرسول فقد تزوج بالسيدة عائشة وهي في عمر 19 سنة - حسنا دعونا نحسب الأمر بالتاريخ بين بنات أبي بكر رضي الله عنه؟
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أكبر من عائشة رضي الله عنها بعشر سنوات، توفيت عام 73هـ عن عمر يناهز المائة عام، فيما عائشة توفيت عام 57هـ.
لنفترض أن أسماء هي التي توفيت عام 57 هـ ، أي أن عمرها سيكون 80 سنة ، أي عائشة كانت تبلغ من العمر 70 عامًا عند وفاتها ، وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم. عام 2 هـ. الآن لنحذف 55 عاما من عمر عائشة رضي الله عنها، سيكون عمرها عند دخوله عليها 19 عاما
هذا بالإضافة إلى أنه كان مسحورا ويهذي في الكلام. لم يكن يعرف ماذا يقول. وحاول الانتحار عدة مرات عندما انقطع عنه الوحي.
وأن الشمس تغرب لتسجد إلى عرش الرحمن. خرافات نخجل من أن تنسب إلى الإسلام.
نجد الحديث ونقيضه في نفس الوقت. الفرق الكبير بين مسلم والبخاري. ونجدهم ينقلون أحاديث تنص على عدم كتابة كلام عن الرسول كما جاء في الصحيح. لا تكتبوا عني ومن كتب غير القرآن فليحذفه. بينما هم يفعلون ذلك.
وظل المسلمين قرنين من الزمن، وهم يمنعون كتابة الحديث قبل ظهور البخاري.
هل صحيح البخاري أصح كتاب؟
البخاري شخصية أسطورية. وضعت به الكثير من الأحاديث الباطلة المكتوبة بالآلاف باسمه. أصبح كتابه مقدسًا عند المسلمين. إنه أصح كتاب بعد كتاب الله!
فعززا قصصهم بالأحلام كما ورد عن الشيخ محمد صادق النجم نقلا عن أبي زيد المروزي أنه قال : كنت نائمًا بين الركن والمقام فرأيت النبي (ص) في المنام، قال لي: يا أبا زيد إلى متى تقرأ الكتاب الشافعي وتتجاهل كتابي؟ قلت: ما هو كتابك يا رسول الله؟ وذكر جامع محمد بن إسماعيل البخاري. (صفحة 78 من أضواء على الصحيحين).
مع الأسف أساطير وخرافات أصبحت دينا. أصبح الحلم يعتمد كمرجع.
لذا إن ألغينا النص القرآني لن يتغير شيء. أما إذا تركنا الحديث فسيتغير الإسلام كليا. وكل هذا يشوه سمعة الإسلام وشخصية الرسول.
لذا فأخطر تهديد للمسلمين هو صحيح البخاري. لما يحتويه من كلام خطير نسب إلى الرسول. وألغى الحديث القرآن بالنسخ. ومنه تأصل الفقه والمذاهب والتشريعات الباطلة كالإرث. لذا فهو من أسس الدين عند أهل السنة. وبفضله ألغي القرآن وأصبح قابعا تحت رحمة الحديث. فأصبح ديننا تشريع بشري وليس إلاهي.
احتوى كتاب صحيح البخاري على مجموعة من التبريرات التي مهدت الطريق للحكام العباسيين. وقد فعل ذلك قبلهم الأمويين قبل مجيء البخاري. لذا طور العباسيين أفعالهم الدنيئة بهذا الكتاب، لتبرير مجموعة من التصرفات التي قاموا بها، كعملية التوسعات التي تمت تحت عنوان الفتوحات الإسلامية، حتى أنه تم إفراد كتاب داخل صحيح البخاري بعنوان كتاب المغازي.
تقسيمات صحيح البخاري
وقد قسمت إلى أكثر من ثمانين فصلاً ، وتعتبر من أطول الكتب في صحيح البخاري ، وقد رويت أحاديث تدعو إلى قتل كل من لا يؤمن بالإسلام ، إلا أن الأحاديث تحث حتى على قتل المسلم اعتبروه كافرا فقط لأنه رفض مبايعة أحد الأمراء. وهناك بعض الأحاديث التي تدل على أن الرسول كان الغزو مهنة له "رزقي في ظل رمحي". "جُعِل رزقي تحت ظل رمحي".
كما تم تبرير سلوك هؤلاء الحكام الشاذ ، كزواج فتيات صغيرات ما زلن في المهد ، نجد أيضًا إقصاء كبيرًا لبيت النبي ، لذلك نادرًا ما نجد إلا القليل من الأحاديث النبوية صلى الله عليه وسلم منذ طفولته، فرغم ما ذكر في الأحاديث عن فضل الإمام علي وعلمه وأنه باب مدينة العلم، وأنه كان ملازما للرسول عليه السلام منذ نعومة أظفاره.
إلا أنه لم يرد له في كتاب صحيح البخاري إلا 35 حديثا، في حين لا نكاد نجد ذكرا لأئمة آل البيت في رواة أحاديث هذا الكتاب، الذين كانوا يشكلون المعارضة آنذاك أو متمردون على حكم بني العباس، الذي قتل الكثير من معارضيه وعلى رأسهم أعلام وأئمة أهل البيت. ونُكِّلَ بهم أيما تنكيل، لذلك فمن الطبيعي أن يوضع سياج قوي حول هذا الكتاب. لأنه شكل دستور بني العباس والذين جاءوا من بعدهم، إليه يختصمون ويحتكمون.
فهو يخدم مصالح الحكام لهذا إستمر ومازال مستمرا. لأنه يحتوي بين طياته سجادة للأمراء، مع إنعدام الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الأحاديث هي التي تعيد الأمة للوراء بمفاهيم مليئة بالأساطير والحكايات، هي سبب تأخر المسلمين. وهو ما يعارض المنطق والعقل.
وأصبح مصدر إسترزاق لشيوخ الفتنة والظلال. والذين ينعمون بثراء فاحش من عرق وكد البسطاء. ويخدمون السلطة بإخراج فتاوي تعزز مصالحهم.
قال تعالى :
"فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ"
صدق الله العظيم
قال تعالى :
"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا"
صدق الله العظيم
ألا ينطبق هذا على من يكتبون الكلام على لسان النبي ويقولون هذا من عند الله. وما كان على الرسول الا البلاغ، فقد أبلغ الرسالة التي هي القرآن فيتركون الكتاب ويألفون كلام لا يفيد المسلمين بشيء.
وهل يوجد كلام أصدق من كلام الله.
القرآن شامل وكامل ولا يحتاج إلى روايات تعززه. ففيه شرح لكل التساؤلات، ما فرط فيه من شيء.
عندما تحثهم على إعادة فهم القرآن تحت ضوء العقل، يجيبون
قال تعالى :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ
صدق الله العظيم
في الحقيقة الأمة الإسلامية تعاني من أزمة خطيرة. بحيث أصبح القرآن مهجورا. يستعمل فقط في الرقى الشرعية والمحلات التجارية... والكل يدافع عن الحديث وهم لا يعلمون عنه شيئا. وأصبح هو المصدر الرئيسي للتشريع
قال تعالى
"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"
صدق الله العظيم
إقرأ أيضاً :
الشفاعة بين كتاب الله وكتب البشر