أركان الإسلام وحقيقتها
بني الإسلام على خمس
كل ما يعانيه المسلمون أساسه هو بني الإسلام على خمس. بحيث يتم ترسيخها في ذهن المسلم منذ نعومة أظافره. لدرجة أنه أصبح يعتقد أنها أساس الإسلام ورسالة النبي محمد، دون أن ينتبه أن شأنها شأن جل ما ورثناه عن التراث المذهبي، مجرد كذبة لا يوجد لها أي أثر في نصوص القرآن.
هل أركان الإسلام من أسس الدين.
وبحسب ما قاله البخاري، نجد ان أهل السنة والجماعة إتفقوا على ان الاسلام يقوم على خمسة أركان، إستنادا على حديث محمد : عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب عن النبي والذي نصه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .
وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان"(رواه البخاري ومسلم)... (أركان الإسلام)، هذه التسمية ليست قرآنية، ولا حتى حديثية، هي تسمية تراثية فقط. لكن العامة لا يعرفون ذلك، إذ ان كلمة (أركان الإسلام) قد سيطرت على الأذهان والعقول والعلماء والعامة، فمن أين أتت؟
والجواب: ليس لها أصل في القرآن ولا في السنة، وإنما هي تسمية إصطلاحية لبعض أهل الحديث - وفق حديث ابن عمر فقط... علما ان لإبن عمر أحاديث اخرى حول هذه المسألة.... فبعض ألفاظه فيه ثمانية أركان للإسلام... وبعضها خمسة - وهو اللفظ الذي اشتهر وتم إعتماده دون بحث - وبعضها ليس فيه الشهادتين... وإنما غسل الجنابة! ولنفصل هذه الاركان:
فلنبدأ بالركن الأول وهو :
الشهادتين :
✽ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
حتى يدخل أحد الإسلام يجب أن ينطق بالشهادتين. يعني أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله. هذه الجملة إقصاء لكل الرسل ولكل الديانات. وبالتالي كل أصحاب الديانات الأخرى كفرة. بينما يأمرنا الله في القرآن بعدم التفرقة بين الرسل.
قال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
صدق الله العظيم
يعني ليس شرط ان تكون من أتباع الرسالة المحمدية لدخول الجنة.
والآية التي تذكر التفضيل هي:
قال تعالى :
( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (البقرة/253)
صدق الله العظيم
فلا نجد دليل على تفرقة محمد بالإسم عن باقي الرسل. فالتفضلة من الله وليس من العباد.
وذلك في طريقة بعث الرسالة. هناك من كلمه الله وهناك من أيده بروح القدس وهناك من جعله خليلا...
فجاء أصحاب السنة فجمعوا كل تلك المنازل في شخص محمد. وخصوصا في قصة المعراج. وهناك روايات أخرى. والقرآن يأمرنا بعدم التفرقة بين أحد من رسله. وأن محمدا إلا رسول قد خلت من قبله الرسل.
قال تعالى:
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)
صدق الله العظيم
مافائدة شهادة أن لا إله إلا الله من الناحية العملية في المجتمع. فهل ستتحسن أخلاق البشر بهذه الشهادة. ام هل ستحسن من حياتهم.
فمليار ونصف مسلم يشهد بهذه الشهادة وهم لا يزالون قابعين في قعر السلم الانساني بكل شئ، فما فائدة الشهادة الاسلامية.
كيف يكون هذا الركن هو الأول ولايقدم ولا يؤخر في حياتهم من شيء. كلام يستطيع ترديده أي شخص ولا يغير في خلق الفرد شيئا.
لذا نجد القرآن دائما ينص على الإيمان بالله والعمل الصالح، فتلك هي أسس الدين حتى تعم الفائدة في المجتمع. فالخلق والإيمان والتقوى القلبية، أقوى من ترديد كلمات لا تنفع بشيء.
لذا الإسلام القرآن يحث على الأفعال لا على الأقوال.
إضافة إلى كل هذا كيف يكون المؤمن مسلما دون الإيمان بالقرآن، و دون الإيمان باليوم الآخر ؟!
فقد وضعوا أنفسهم هنا في مشكلة كبيرة ؟ طبعا سينكرون ذلك، ويدعون أن من أنكر جزء من القرآن أو أنكر الآخرة فقد كفر، لكن هذا يظهر فقط تناقض أقوالهم ورواياتهم وتشريعاتهم.
لأن من الناحية العملية والمنطقية، لا يخرج من الملة سوى من ترك أحد الأركان الخمسة. التي زعموا أن الإسلام يقوم عليها
فيمكنك أن تنكر الآخرة و تطبق ما جاء في الأركان الخمسة، ليكرمك الله في الدنيا و تبقى على إسلامك ! رغم أن القرآن يؤكد
قال تعالى :
(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ)
(سورة المؤمنون74)
صدق الله العظيم
(وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)
( سورة الإسراء 10)
صدق الله العظيم
ويمكنك أيضا أن تنكر جزء من القرآن وبعض أحكامه وأخباره وتبقى مسلما ! رغم أن القرآن يؤكد
قال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا)
(سورة النساء151)
صدق الله العظيم
هذا بالنسبة لأسس الدين الإسلامي التي تم تجاهلها من طرف مخترعي هذه الأركان.
أما الإسلام في القرآن فمختلف تماما عن هذا المعنى المتخلف.
قال تعالى :
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
(الأنعام/161-163)
صدق الله العظيم
(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(آل عمران/95)
صدق الله العظيم
(وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(البقرة/135)
صدق الله العظيم
ومن تأمل في الآيات السابقة يدرك أن المذهب الذي كان عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام هو دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل والتخلي عن الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون الله، فدين جميع الأنبياء ، وعقيدة جميع الرسل ، لم يختلفوا فيما بينهم إلا في الشرائع والأحكام ، أما في الإيمان والإيمان بالله ، فكانوا جميعًا على التوحيد.
لذلك فإن شهادة الركن باطلة وناقصة عند أصحاب المذاهب. لأنه اقتصر على شهادة الله ورسالة النبي محمد فقط ، وتجاهل بقية الرسل. وهذا لا يثير الدهشة بحسب منطق أتباع المذاهب البعيدة عن الحقيقة القرآنية.
فإذا سب أحدهم الرسول محمد بمقولة ما. تطفوا عصبيتهم على السطح. لماذا لا تحترمون نبينا كما نحترم أنبياءكم؟ فموسى بالنسبة إليهم هو نبي اليهود و ليس نبي المسلمين، رغم أنه طلب من قومه أن يكونوا مسلمين و ليس يهود .
قال تعالى:
(سورة يونس84)
صدق الله العظيم
وعيسى بالنسبة إليهم نبي المسيحيين. رغم أن أنصاره كانوا مسلمين و ليس مسيحيين.
قال تعالى:
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
(سورة آل عمران52)
صدق الله العظيم
فتراهم يقيمون الدنيا و لا يقعدوها إذا سب أحدهم الرسول.
مع العلم أن هناك عدة أفلام تستهزئ بعيسى بأبشع الصور. وأفلام اخرى بموسى وإبراهيم..... ومتوفرة في جوجل.
فلماذا لا تتحرك شعرة في المسلمين، أليسوا رسل؟ هذا بالطبع اذا كان جائز أصلا. والقرآن أغلبه يتحدث عنهم وعن سيرتهم ومعجزاتهم.
وهناك أفلام كارتونية شهيرة عن الرسل أيضا ويشاهدها الأطفال. وتصور الله بأبشع الصور.
إذن فهم يعبدون الرسول ولا يعبدون الله. لأنه عربي وباقي الرسل ليسوا عرب على حد فهمهم. وبالتالي فهو يمثلنا رغم أن رسالته للعالمين. الإسلام الذي نعيشه صنع بشري عن طريق السنة. وقد شوه الإسلام في الحديث بأبشع من تلك الرسوم المسيئة.
قال تعالى:
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ79وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ80)
فهذه الآية صريحة فما يفعل المسلمون هو إشراك بالله. في العبادة وفي الطقوس. هو دين صنعه بنو أمية والعباسيون.
قال تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64))
فلا وجود في القرآن كله للتصدي لمن يسب الرسول. لقد تعرض هو شخصيا للإساءة المعنوية والجسدية، وإتهمه قومه بأبشع الصور فكان صبورا وحليما. وحاول هدايتهم بالحسنى.
حتى أن الله تعالى ذكر انه إذا شاهدنا أحد يتعرض لآيات الله بالإستهزاء والتكفير. أن لا نجالسهم حتى يخوضوا في حديث غيره لا قتلهم. يعني نستطيع مجالستهم إذا غيروا حديثهم. وهنا يتحدث الله عن آياته التي هي أعلى درجة، يعني كلام الله وليس كلام الرسول.
قال تعالى:
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)
صدق الله العظيم
وليس بعد كلام الله حديث. وما نشاهده من الأفعال الشاذة هو شرك. وأغلب المسلمين متورطين في أوحال التراث حتى النخاع. وبالنسبة إلي هؤلاء لا يمثلون الإسلام في شيء. وأركان الإسلام أكبر كارثة يعيشها المسلمين. لقد أطلت في هذا الباب لمدى أهميته.
فهو من أسس الدخول إلى الإسلام. والأركان الأخرى مكملة. رغم أن الإيمان يجب أن يكون في القلب. لكن إذا صحت الشهادة يجب أن يقال.
"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. لا نفرق بين أحد من رسله."
إقامة الصلاة
إقامة الصلاة هي علاقة بين العبد وربه. ولا أحد يستطيع التدخل في هذه العلاقة الخاصة. وقد كتبت موضوع جد مفصل عن الصلاة. لذلك هناك صلاة حركية، وصلوات أخرى نقوم بها على مدار اليوم كله من أفعال وأقوال، وهناك آيات كثيرة تشير إلى ذلك.
المهم في موضوعنا أن نتطرق إليها كركن من أركان الإسلام. هل ستفيد احد بصلاتك إلى الله... وكما نعلم فإن الانسان يصلي عندما يحتاج إلى قوة غيبية من أجل السكينة وراحة البال. وأيضاً حتى يقف الله مع العبد في وقت الضيق والشدة. وهذا أمر طبيعي جدا يمارسه اغلبيتنا. وحتى تظل علاقتنا مع الله متوطدة وقوية. نتضرع إلى الله ونتوكل عليه في كل صغيرة وكبيرة.
وكما قلت الصلاة أنواع ولكن في أركان الإسلام يقصد الصلاة الحركية فقط. ولكنهم مع الأسف يتدخلون في علاقتك الخاصة مع الله. بحيث تارك الصلاة يستتاب ثلاثة أيام ثم بعد ذلك يقتل. غريب أمرهم وكيف لهم أن يعرفوا هل يصلي أم لا.
وربما كان يصلي في بيته. إضافة إلى أنها حرية شخصية. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهذه الآية تدل على أن الإيمان أو الكفر ليس لأحد حق التدخل فيه.
قال تعالى:
(وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ ۗ وَمَا جَعَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍۢ)
صدق الله العظيم
لذا فهذا الركن لن يفيد في شيء. هو علاقة خاصة. فالكثير من المصلين متطرفين. ويشكلون خطرا على المجتمع بأفكارهم العدائية.
فداعش كمثال يصلون ويطبقون السنة بحذافيرها. فالركن الأول يدعوا إلى التطرف وعداء أصحاب الديانات الأخرى. وهذا ركن آخر يعززه.
إيتاء الزكاة
وهذا من أهم الأركان والذي ذكر في آيات كثيرة. فالزكاة أعطاها الله منزلة كبيرة. بحيث مفيدة جدا في المجتمع. ولكن الله لم يحدد قدر معين للزكاة كما جاء في الحديث. كل واحد أدرى بحاله وبما يستطيع أن يخرج.
قال تعالى:
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
صدق الله العظيم
يعني العطاء من أراد أن ينال رحمة الله. وهناك من يعطون ولو بهم خصاصة.
قال تعالى:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
صدق الله العظيم
قال تعالى:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
صدق الله العظيم
يعني يعطونها عن رضا وطاعة وبقلب رحب. ودائما من غير تحديد القيمة.
فحتى هنا لا يوجد تدخل المجتمع في نسبة العطاء. كل أدرى بنفسه وحاله.
أما اليوم فالدول المتقدمة فبدل الزكاة. هناك ضرائب مباشرة وأخرى غير مباشرة، تدفع على حسب الدخل والأملاك. وتوجد في كل المقتنيات. وبالتالي تعويض لمن ليس لديه عمل أو مورد عيش، أو يعاني من ظروف صعبة. إضافة إلى المراكز الإستشفائية المجانية.
وأيضاً مراكز المساعدات الإجتماعية. فهذا هو التطبيق الصحيح للتعاون في المجتمعات المتحضرة. فالزكاة تتطور مع الوقت. وتأخد شكلا يناسب التقدم والتطور الذي تشهده جميع المجالات. فهذا أيضا ركن آخر إجتماعي وإنساني. ولا علاقة له بأركان الإسلام.
بل يمارس في كل الدول المتقدمة وبشكل أذكى. والدول الإسلامية فقيرة تعمها الرشوة والفساد. رغم أنه ركن من أركان الإسلام. فلم يصلح شيئا وجودها. لذا فتعاليم الإسلام التراثية هي تعاليم فاسدة. فحتى الركن الوحيد الذي يحث على الإنسانية لا يطبق.
ومازال يناقش بعقلية الخيام. وبخصوص موضوعنا فلا يمكن وضعه شرطا لتعد مسلما. فالعطاء والصدقة والزكاة لها علاقة بالإنسانية والأخلاق الحميدة، التي كانت يجب أن تتوفر عند المسلمين لا عند الغرب. والله هو الذي يجازي العباد في كل ما ذكرنا، وهو أعلم بما في قلوبنا. وكما قلت لا يمكن أن يستعمل كشرط للدخول في الإسلام.
صوم رمضان
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة184)
صدق الله العظيم
مما يؤكد أن الصيام مجرد عبادة ثانوية كما سبق أن ذكرت في موضوع سابق.
الصيام عبادة تم تضخيمها
فمن العبث و الجهل الكبير إعتبار الصيام أحد أسس الدين التي لا يقوم الإسلام من دونها. مع العلم أنه لم يذكر في أي سورة أخرى.
كما ذكرت الزكاة والعمل الصالح في آيات عديدة. أما الصيام فيستعمل ككفارة وذلك لمشقته. وهو تخييري ولكن أهل السنة أعطوه هالة ضخمة.
فمثلا إطعام عدد من المساكين طوال شهر رمضان خيرا من صيام الشهر... والمصيبة هي أنهم يقولون ان صوم رمضان فرض لكي يشعر الأغنياء بعوز الفقراء... وإذا كان هذا هو الهدف ولا بأس به... فلماذا إذا لم يفرض الصوم على الاغنياء فقط وشمل الجميع... وبجوع من سيشعر الفقراء.
بل سيزيدون فقرا ومعاناة. وخصوصا وأن أعمالهم أغلبيتها شاقة،ثم نزيدهم جوغا وعطشا. فما الفائدة التي ستجنيها الإنسانية او المجتمع من إمتناع أفراده عن تناول الطعام عدة ساعات خلال النهار...فقط فساد وغضب يعم كل المؤسسات.
والأغلبية ليس في مكاتبهم. وصراعات في الأحياء والشوارع. وحوادث سير بسبب الجوع والعطش. والكارثة تعويض ذلك اضعافا مضاعفة من خلال الأكل لحد التخمة في ساعات الليل... ويتحمل بسببه الفقراء ديونا عليهم سدادها حتى رمضان المقبل، وهكذا دواليك. أما الأغنياء فلا يتأثرون كثيرا في هذا الشهر. مع الظروف المعيشية المريحة. مع أشكال وأنواع مختلفة من الطعام.
والفقير يزيد تأزما وفقرا. وخاصة عند الإنقطاع عن شرب المياه لمدة طويلة مع الأعمال الشاقة. مما يؤدي إلى قلة السوائل في الجسم، وهذا ما يعرضهم لأخطار عديدة وتؤدي احيانا للموت وخاصة في البلدان الحارة. فالصوم الذي في القرآن لا علاقة له بما فرضوه وقد كتبت موضوعا فيه. لذا فهذا لا ينفع بتاتا كركن.
ولا علاقة له بالعبادات. وقد كتب في ظروف معينة كما كتب القتال ولم تعد متوفرة تلك الظروف في وقتنا الحالي. لذلك ذكر في آية واحدة فقط وبطريقة إختيارية.
ولم يذكر مع العبادات كما ذكرت الصلاة والزكاة. والحديث أعطاه مسلكا آخر بعيد عن المعنى الحقيقي للآية. بل يأثر سلبا على المجتمع. فهذا ركن آخر لا علاقة له بالدخول إلى الإسلام. كلها تعليمات ثانوية لا تخص العقيدة والإيمان.
الحج
وهو أضعفهم فقد ذكر معه لمن إستطاع إليه سبيلا. حتى في أركان الإسلام.
فالحج عبادة جاءت مقترنة بظروف معينة. مع مقدرة المسلم على أدائها. فكيف تكون من أسس الدين ؟
قال تعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (سورة آل عمران97)
صدق الله العظيم
فهذه الأركان لا تبني دولة قوية نافعة. هي تخاريف ورثت لتظل الأمة الإسلامية في ذيل العالم. أركان لا علاقة لها لا بالعقل ولا بالمنطق. وتحرض على الإرهاب والتخلف. وهذه الأركان من أسباب التخلف. ومتناقضة تماما مع تعاليم القرآن.
لذا حتى تتقدم الأمة الإسلامية يجب عليها النظر في مخلفات التراث. فكل الدول العربية والإسلامية متأخرة بأسباب هذه التعاليم التي خلقت طوائف ومذاهب وصراعات عرقية.
وكل فرقة تظن أنها الناجية. فتفرق الدين بين الجهلاء قابعين تحت رحمة التراث المليء بالأفكار والمبادئ الرجعية المتخلفة. لذا فأغلبية المسلمين يمارسون طقوس وثنية، ويدافعون عنها بشدة.
وهم لا يعلمون عنها شيئا، ولا يقرأون ويكتفون بالسمع والتطبيق. فقط ما روي وما ورثوه عن الآباء والأجداد. ويعطون الفرصة للمرتزقين من الدين كي يفتون لهم، بفتاوي قمة في التخلف وكأنهم ليس لديهم عقول يفقهون بها.
قال تعالى:
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ)
صدق الله العظيم
وهذه الآية تلخص ببساطة تعاليم الإسلام السمحة.
قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
صدق الله العظيم
فالإيمان بالله واليوم الاخر والعمل الصالح هي أسس الدين، والسبيل
إلى النجاة ورضا الله.