سياسة التخويف
أغلب المسلمين يعانون من عقدة الذنب. والخوف من العذاب إذا خالفت قوانين لعبتهم. فيحيطونك بأنواع شتى من العذاب. فتلجأ إلى كنفهم حتى تنجو بنفسك. وكأن الجنة بين أيديهم وهم سفراء الله على الأرض.
الفتاوي والتيارات وتأثيراتها
بمجرد أن تنجرف وراء تيار ديني فقد أشركت بالله. فالمذاهب الأربعة وكتب الحديث والسنة..... هي نفسها الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية. فهم كانو يعبدونها كوسيط بينهم وبين الله.
لن تنجيك فتاويهم
والأمة وسيطها التراث والمذاهب بأشكالها. فعلاقتك مع الله رهينة بما زرعو في ذهنك من معتقدات. حتى إذا خالفت تلك الأقوال عقلك تتجنب سماعها. خشية أن يقودك عقلك إلى الهلاك. ظنا منك أنهم لربما كانو صادقين في زعمهم. ويكون حسابك مع الله وخيما.
فأنت ترمي حملك على فتاويهم للنجاة. فتظعها على ظهر عالم أو بالأرجح كاهن فتخلص نفسك. فإذا كان خاطئا هو من سيحاسب لا أنت. والله زود كل شخص بعقل ليعلم الحقيقة بنفسه.
ولن تفيدك فتاويهم بشيء. فأنت لست دابة. لتكون تابعا رغم أن عقلك لا يقبل من الداخل ما يعطى لك, فتتظاهر بالإيمان وتتعوذ من الشك والشرك. لأن الشك هو بداية الكفر, فيقيدون عقلك ويلغونه, فيمنعونك من التساؤل لأنه يقود إلى الشرك. فتظل قابعا تحت رحمتهم.
لكي لا تغير معتقداتك خوفا من الخطأ تشرك بالله عن جهل. فبمجرد قولك إلا محمد يعني أنك تعبد محمد. بمجرد تقديسك للبخاري أو للمذاهب الأربعة أو الشيعة أو السنة. فأنت بعيد عن دين التوحيد.
خصوصا وما فيهم من جرائم وأساطير مخالفة تماما للعقل والقرآن. فهؤلاء الكهنة الذين يتحدثون بالذبح والقتل لأتفه الأسباب. هم شياطين الإنس وخلفاء أبليس.
وجوه انعدمت منها الرحمة وكلها قسوة ووعيد. وهم يرتكبون أبشع الآثام والفواحش.
ضياع المسلمين بأفكارهم
يزرع المسلمون الشوك في صدورهم بفتاويهم راجين أن يطرح وردا. هجرو القرآن فقست قلوبهم ولم يتدبروه كما أمرهم الله. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم. فالزرع خبيث فلهذا الأمة الإسلامية في تأخر مستمر وجهل وكثرة المعابد والاولياء الصالحين.
فكل الأمة لديها وسيط أو صنم. فيتركون عقولهم في أبواب المساجد. فتتم برمجتهم ثم يسترجعونها وهم خارجون. وكل مرة ببرنامح جديد. ويتساءلون عن سبب تأخر المسلمين. فكل الأمم المتقدمة بعيدة عن الخرافة قريبة من العلم تقدس الإنسان.
فهاتف محمول ذو مواد أولية بسيطة. وباهض الثمن لما فيه من علم وعقول مدبرة. فيقدسون الإنسان ويستخرجون منه كل الطاقات.
اما في مجتمعنا أرخص شيء هو الإنسان حتى أصبح أداة يوظفونها لأبشع المهام
قال تعالى
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ74۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
صدق الله العظيم
قال تعالى
"فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ"
صدق الله العظيم
قال تعالى
"إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ".
صدق الله العظيم
فأنت مسؤول عن ما تفعل. ولن يعذب مكانك أحد. فلديك عقل وستحاسب عليه. فقد تركته للكهنة يعبثون به.
قال تعالى
"يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ"
صدق الله العظيم
فن الأدعية والفصاحة لتستجاب دعوتك.
كثرت الأدعية في المواقع وقل الفعل في الواقع. يتفنون في الكلام ويشحون في الأفعال. دعاء الجمعة والصبح والظهر والمساء وكل يوم وكأن الله يستجيب للفلاسفة والأدباء.
تتعبون أنفسكم وأنتم لا تدرون. وتراهم يكررون أدعية هم لا يعلمون معناها. يظنون الجنة في الصلاة والصيام وكثرة التباهيل. فالله يستجيب لفعلك لا لقولك. وإلا لضاع عمل من لا يعرفون القراءة ولا يجيدون فن الأدعية.
الله معك في فعلك في كل حركة في كل فكرة خبيثة أو جميلة تجول في خاطرك. الله في جبر الخواطر في كل ما تستطيع فعله من خير وفعلته أو لم تفعله. الله في القلوب الصافية التي تحب الخير للناس. الله في فك الكروب لا في المجاملات الفارغة.
الله في كلمة طيبة تجبر بها قلبا حزينا. الله في أن تكون راض على نفسك وأنت تراها في مرآة الضمير. الله في العمل الصالح فمن فعله لا يحتاج أن يدعي فطريقه يرسمها الله له بعناية.
قال تعالى
"وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّلِحِينَ"
صدق الله العظيم
لم يطلب التأخير للصلاة أو الصيام أو الحج بل لكي يتصدق ويفعل الخير.
قال تعالى
"إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
صدق الله العظيم
فالآية واضحة الإيمان بالله ثم العمل الصالح حتى لو لم يكن من أنصار السنة المحمدية.
قال تعالى
مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ
صدق الله العظيم
فلا كلام بعد هذه الآية. فليتعظ لكل من لا يعرف أين السعادة وإستجابة الدعاء. أو لكل من في قلبه ماء راكد تحته بركان. لكل من في قلبه ذرة كبر. إذا صفت النفوس وطهرت إنعكست على الأفعال.
إستجابة الدعاء لا تحتاج إلى وسيط
لذا فالدعاء لا يحتاج إلى وسيط، مهما عظمت الذنوب. فهي علاقة خاصة بين الله والعباد. شروط إستجابة الدعاء هي أن تكون خالصة من القلب. وأن تكون متأكدا من الإستجابة، وأن الله يريد دائما بك الخير. فالله لا يحتاج إلى البلاغة والفلسفة، أو أن تكون أديبا. فالله قريب ويجيب الدعاء رغم بساطته. ففعلك يستطيع أن يكون في حد ذاته دعاء. يجعل الله هو الذي يخط لك الطريق الصحيح.
قال تعالى
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
صدق الله العظيم
قال تعالى
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"
صدق الله العظيم
قال تعالى
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
صدق الله العظيم
ونعم بالله وليس بعد قول الله حديث. نسأل أن يتقبل منا أعمالنا ويدخلنا في رحمته. وأن يحيطنا بعنايته.
إقرأ أيضاً: