السبحة كشكل متدين
موضوع السبحة في الحقيقة موضوع شائك ومحير. تجد الشخص يتحدث وفي يده سبحة. ويحرك أصبعه وكأنه يسبح. وفي نفس الوقت يتحدث معك. فهل من المعقول أن يسبح ويتحدث في نفس الوقت.
ويأتي الوعاظ في حواراتهم. بجلباب أبيض والسبحة بين يديه وهم يحاور مقدم البرنامج. تكاد الدمعة أن تنهمر من عينيه من الورع والتقوى. والغريب أنه يتحدث وهو يسبح بتحريك أصبعه في السبحة. وإبتسامة عريضة ليقنع الناس بسماحة الإسلام.
وكلامه عكس شكله الخارجي. ويحدث هذا أيضا بالنسبة للممثلين الذين تابوا من التمثيل. وكأن إشتغاله في التمثيل بمثابة إشتغاله في بيت للدعارة. وكذلك الممثلات المحتجبات الذين تابوا.
توبة الممثلين وغربتها
ومؤخرا رغم أني لا أحب ذكر الأسماء. شاهدت حوار مع الفنانة حنان ترك وهي تخبر الناس كيف إهتدت. وإبتسامة عريضة في وجهها غير مقنعة رغم أنها ممثلة. فقد شاهدتها من قبل الهداية في حوار. وكانت تحدث كيف أقنعها الشيخ. في الحقيقة أغبى طريقة إقتنع بها شخص بشيء معين.
يجب أن تشاهدوا اللقاء لتعلموا ما أقصد. وكأن ذلك الشيخ نزل من السماء ويعرف يوم القيامة بدقائقه.
أيضحكون علينا أم يضحكون على أنفسهم. فتلك السبحة ليس للتسبيح بل لإقناع الناس بورعه وتقواه. فيجب أن نحترس كل الحرص من
أشخاص يلبسون عباءة التقوى. فذلك هو النفاق بعينه.
التسبيح والعد
ولماذا يجب عد ما يقولون أثناء التسبيح. هل هناك رقم معين لكسب ود الله. فلتستغفر الله ما شئت ولا حاجة لك إلى العد. ربما تستغفر الله بصدق ثم تكمل الطريق. خير من ألف وهدفك العد. وقد ظهرت أنواع شتى من أجهزة تساعدك على العد، وبصناعة صينية.
فهم يدرسون مجتمعاتنا ويبيعون لنا الخرافات في قالب جميل. وهذا ما يفعله الصينيون في السجادات ولوحات القرآن وفوانيس رمضان في مصر. فأدخلوا على كل تلك البدع آخر التطورات التقنية والتسويقية.
فنحن مستهلكين بإمتياز. والصينيون يدرسون واقعنا، ثم يضعونه في قالب جميل وفي متناول الجميع.
القرأن الكريم كشكل للمتدين
إضافة إلى القران الكريم وطريقة تعامل الناس معه. فتجد العديدون يشغلون القرآن في السيارات وكأنه أغنية. ويتحدث في نفس الوقت على المحمول أو مع رفيقه في السيارة.
وبالطبع فهو لا يعي ما يتلى أو أي سورة هي. أما معناها فطبعا مستحيل. فتجده في بعض الأحيان يحفظ العديد من الآيات من كثرة السمع. ولكن مع الأسف من غير فهم أو تدبر.
ونفس القصة تتكرر عند الحرفي أو الجزار يشغل القرآن وكأنه موسيقى. يظل نصف اليوم مشغل وهو منهمك في عمله. ويتحدث مع الزبائن. والله أمرنا إذا قرأ القرآن يجب الإستماع له.
التجارة بالدين بالقرأن الكريم
فأصبح يستعمل كتجارة حتى يقول الناس أن هذا الشخص متدين ويراعي الله في عمله، عندما يسمعون القرآن مشغل.
ومن الفينة والأخرى تجده يكرر كلمات وكأنه مندمج مع القراءة. إنه يسوق منتوجه بالقرآن أو بغلاف ديني هو نفسه لا يعيه.
وإذا دخلت عليه يكثر من السلام وكلمات الشكر والرضا. وتجد حياته الخاصة كارثة بكل المقاييس من أفعال دنيئة. ولا أعمم بالطبع.
لذا فكل هذه الظواهر هو النفاق الإجتماعي بحذافيره، يستخدم لليبع. أو محاولة إظهار صورة طيبة أمام الناس ليكسبوا ثقتهم وودهم. بدلا من كسبها من خلال شخصهم وعملهم. إنه النفاق في أبهى صوره.
فن التجويد وإستعماله كموسيقى
أما بخصوص فن التجويد وألحانه. فنجد أن بعض القارئين لا ينقص قراءاتهم إلا الموسيقى. ونجد المستمع منتشي ومستمتع. فعندما تسأله عن ماذا كان يسمع تجده لا يعلم ما هي السورة وبالطبع فمعناها أبعد بكثير عن عقله.
فهو مستمتع بالموسيقى لا بتدبر الآيات وفهمها. واللحن الحزين والجميل مع الصوت العذب والمؤثرات الصوتية. فيظن أن ما به هو الخشوع. وفي الحقيقة هي نشوة اللحن تأخذه. وبالطبع كلام الله له وقع وأثر طيب على النفس.
ولقد كان لي صديق ملحد. وكان يحب تشغيل الأذان والقرآن وينتشي بالسماع رغم أنه لا يؤمن بالله. فقد كان يحب الموسيقى كثيرا.
فتراهم في المساجد أثناء صلاة التراويح. عيناهم مغمضة ومتأثرين وعقلهم سابح في مشاكلهم الدنيوية. لقد كان لي أصدقاء كثيرين على هذه الشاكلة. ويحدثونك بعد ذلك عن الخشوع.
ويوما أخذتهم إلى قارئ جيد في رمضان ويقرأ من غير موسيقى جميلة. فتراهم يحسون بالملل وبعد برهة أو ركعتين طلبوا تغيير المسجد. فهل حقا هم يحسون بالخشوع من التمعن في كلمات القرآن. أم هي موسيقي التجويد تأخذهم فإذا كانت القراءة عادية تراهم يملون. بسرعة. فالألحان ليست جيدة.
إضافة أنهم لا يعون ما يسمعون. هو بإختصار دفىء المسجد مع الموسيقى والصمت الجميل في أنحاءه. خصوصا وأن المسجد توجد فيه هالة من الطاقة الإيجابية تعم المكان. فيسود نوع من السكينة والهدوء. فهو إيجابي من الناحية النفسية والراحة. ولكن لو كان مع الفهم والتدبر فسيكون شيء آخر.
القراءة الحسنة مطلوبة، ولكن كثرة الألحان تفقد التركيز في المعنى. المطلوب قراءة واضحة، تساعد على التركيز والتدبر في معاني الكلمات. وأفضل أن نقرأ القرآن بأنفسنا بحيث لا نعتمد فقط على السماع.. أو على الأقل سماعه مع المتابعة بالقراءة.
إقرأ أيضاً :